تحصيل المبالغ بعد التنفيذ

تحصيل المبالغ بعد التنفيذ

يواجه العديد من الأفراد والشركات تحديات كبيرة في تحصيل المبالغ المستحقة بعد صدور الأحكام القضائية. إذ أن التنفيذ القضائي لا يعني بالضرورة استرداد الأموال بسهولة. وعلى الرغم من أن النظام القضائي في المملكة العربية السعودية قد شهد تطورًا ملحوظًا في آليات التنفيذ، إلا أن هناك مشكلات لا تزال تواجه المحكوم لهم عند محاولة استرداد حقوقهم المالية. في هذه المقالة، سنناقش أسباب عجز الكثير عن تحصيل أموالهم بعد التنفيذ. كما سنسلط الضوء على الحلول القانونية المتاحة لتجاوز هذه العقبات.

طلب تنفيذ

أولًا: مشكلة تأخر تحصيل المبالغ بعد التنفيذ

يعتقد البعض أن صدور الحكم القضائي لصالحه هو نهاية المطاف. ولكن الواقع يشير إلى أن مرحلة التنفيذ قد تكون الأصعب، حيث يواجه المحكوم لهم عقبات عديدة تحول دون استرداد حقوقهم المالية. ومن أبرز هذه العقبات:

  1. عدم وجود أموال أو أصول لدى المنفذ ضده
    • في كثير من الحالات، يتضح أن المنفذ ضده لا يمتلك أصولًا كافية أو أموالًا في حساباته البنكية. هذا يؤدي إلى تعطل التنفيذ الفعلي للحكم.
  2. إخفاء الأموال أو نقل الأصول باسم أطراف أخرى
    • يلجأ بعض المدينين إلى إخفاء أموالهم أو نقلها إلى أقاربهم أو شركات أخرى قبل بدء إجراءات التنفيذ. هذا يجعل من الصعب تتبع الأصول واستعادتها.
  3. الإجراءات المطولة وصعوبة إثبات قدرة المدين على السداد
    • على الرغم من وجود أنظمة تتيح تتبع الحسابات البنكية والأصول، إلا أن بعض المدينين يتمكنون من الالتفاف على القوانين. هذا يستدعي مزيدًا من الإجراءات القضائية.
  4. تهرب المدينين من التنفيذ
    • قد يتعمد بعض المدينين المماطلة، سواء من خلال الطعن المستمر في إجراءات التنفيذ أو ادعاء الإعسار، مما يطيل أمد التنفيذ.

تحصيل المبالغ بعد التنفيذ

ثانيًا: الإجراءات القانونية لتعزيز تحصيل المبالغ بعد التنفيذ

لمواجهة هذه التحديات، وضعت الأنظمة السعودية عدة حلول قانونية تسهم في تحسين فعالية التنفيذ وضمان تحصيل المبالغ بأسرع وقت ممكن. ومن هذه الإجراءات:

  1. إيقاف الخدمات وفرض قيود على المدين
    • يتيح نظام التنفيذ للقاضي إصدار أوامر بـإيقاف الخدمات الحكومية للمدين، وحظر السفر، بل وحتى السجن في بعض الحالات. هذه الإجراءات تجبر المدين على الالتزام بالسداد.
  2. إدراج المدين في القائمة السوداء الائتمانية (سمة)
    • يتم تسجيل المدين المتعثر في سمة. هذا يمنعه من الحصول على قروض أو تمويلات جديدة، مما يشكل ضغطًا إضافيًا عليه للسداد.
  3. الحجز على الأصول والحسابات البنكية
    • يُمكن لقاضي التنفيذ أن يأمر بالحجز على الحسابات المصرفية للمدين. وكذلك يمكن بيع ممتلكاته بالمزاد العلني إن لزم الأمر. هذا لضمان تحصيل المبالغ المستحقة.
  4. إثبات الإثراء غير المشروع
    • يمكن للمدعي إثبات أن المدين قد نقل أصوله بشكل احتيالي لتجنب السداد. هنا يمكن تقديم طلب لإبطال هذه التصرفات وإعادة الأموال لمصلحة المحكوم له.
  5. تنفيذ السندات التنفيذية إلكترونيًا
    • أتاحت وزارة العدل السعودية إمكانية تنفيذ السندات التنفيذية إلكترونيًا، مما يسهل عملية تحصيل الديون دون الحاجة إلى جلسات قضائية مطولة.

ثالثًا: أفضل الممارسات لتجنب تأخر تحصيل الحقوق المالية

بجانب الحلول القانونية، يمكن للأفراد والشركات اتخاذ تدابير استباقية تضمن تحصيل الأموال بسهولة عند الحاجة، ومن هذه الممارسات:

  1. التأكد من الملاءة المالية للمتعاملين
    • من الأفضل التحقق من الوضع المالي للعملاء أو الشركاء قبل الدخول معهم في معاملات مالية كبيرة.
  2. توقيع عقود وسندات تنفيذية موثقة
    • يُفضل استخدام العقود التنفيذية الموثقة، مثل سندات الأمر أو الكمبيالات. حيث يمكن تنفيذها مباشرة عبر محاكم التنفيذ دون الحاجة إلى رفع دعوى قضائية.
  3. الاستعانة بمحامين مختصين في التنفيذ
    • التعاقد مع محامٍ مختص في قضايا التنفيذ يمكن أن يوفر الوقت والجهد. حيث يكون المحامي على دراية بجميع الخطوات القانونية اللازمة لتسريع تحصيل المبالغ.
  4. تقديم الطلبات عبر منصة ناجز
    • توفر وزارة العدل منصة ناجز الإلكترونية التي تسمح برفع طلبات التنفيذ إلكترونيًا. هذا يقلل من المهل الزمنية ويزيد من كفاءة الإجراءات.

خاتمة

إن تحصيل المبالغ بعد التنفيذ يظل تحديًا يواجه الكثيرين، ولكنه ليس مستحيلًا بوجود الإجراءات القانونية الفعالة. كما أن الاستراتيجيات المناسبة تسهم في تسهيل ذلك. ومع تطور الأنظمة العدلية في المملكة العربية السعودية، أصبح بالإمكان الحد من التهرب والمماطلة. هذا يعزز الثقة في البيئة الاستثمارية والقضائية. ولذلك، فإن الاستعانة بمحامي متخصص في التنفيذ، واستخدام العقود الموثقة، وتتبع الوضع المالي للمدينين، كلها عوامل تسهم في تحسين فرص استرداد الحقوق المالية.

يبقى الأمل في استمرار تحديث الأنظمة العدلية لضمان سرعة التنفيذ. كما يعزز ذلك أدوات تحصيل الديون، وحماية حقوق الأفراد والشركات. هذا يعكس صورة إيجابية عن عدالة النظام القضائي السعودي.

http://www.elite-law.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل الآن واستفسر عما تريد