👩⚖️ الحضانة في النظام السعودي: الحقوق، الشروط، وأحكام القضاء
نظام الحضانة الجديد في السعودية: تُعد الحضانة من الموضوعات الإنسانية والاجتماعية الحساسة التي يحرص النظام السعودي على تنظيمها بما يحقق مصلحة الطفل ويحفظ حقوق الأبوين معًا. فهي ليست مجرد حق لأحد الطرفين، بل واجب ومسؤولية شرعية ونظامية تهدف إلى ضمان رعاية الطفل وتنشئته في بيئة مستقرة وآمنة.
رقم محامي طلاق
الحضانة في المحاكم السعودية
أولًا: تعريف الحضانة ومفهومها القانوني
يقصد بالحضانة لغةً: الرعاية والضمّ، وشرعًا: حفظ الطفل وتربيته والقيام بشؤونه من مأكل وملبس وتعليم ورعاية صحية.
وقد نظم نظام الأحوال الشخصية السعودي الصادر عام 2022م أحكام الحضانة بشكل مفصل، محددًا حقوق الأطراف وواجباتهم تجاه الطفل بعد وقوع الانفصال بين الزوجين.
وجاءت النصوص النظامية لتوضح أن الأصل في الحضانة هو مصلحة المحضون، وأن أي خلاف بين الأبوين يُفصل فيه بناءً على هذه المصلحة لا غيرها، دون ترجيح طرف على آخر إلا بقدر ما يحقق رعاية الطفل.
🔗 للاطلاع على نظام الأحوال الشخصية الرسمي يمكن زيارة منصة هيئة الخبراء.
ثانيًا: الأساس الشرعي والنظامي للحضانة
استمد النظام السعودي أحكام الحضانة من الشريعة الإسلامية التي جعلت رعاية الطفل واجبًا على والديه، وأقرت أن الأم أحق بالحضانة ما لم تتزوج، ثم تنتقل الحضانة إلى من يليها من الأقارب حسب الترتيب الشرعي.
وقد أكد نظام الأحوال الشخصية في مواده (125 إلى 132) أن الحضانة تكون لمن تتوافر فيه الأهلية الكاملة، وحسن السيرة، والقدرة على تربية الطفل وحمايته من الأذى البدني والنفسي، وأن المحكمة هي الجهة المختصة بتقدير الأحقية عند النزاع.
ثالثًا: شروط الحضانة في النظام السعودي
حدد النظام عدة شروط يجب توفرها في الحاضن، من أهمها:
- العقل والرشد: لا حضانة لمن كان فاقد الأهلية أو غير مميز.
- القدرة على تربية الطفل: ماديًا ومعنويًا ونفسيًا.
- الأمانة وحسن السيرة: فلا حضانة لمن عرف بسوء الخلق أو السلوك.
- الإقامة في مكان آمن: بحيث تتوافر فيه البيئة المناسبة لنمو الطفل وتعليمه.
- الاتفاق مع مصلحة المحضون: وهو المعيار الأهم الذي تبني عليه المحاكم أحكامها.
رابعًا: ترتيب الحضانة بين الأبوين والأقارب
نص النظام على أن الأم هي الأحق بالحضانة ما لم يثبت عدم صلاحيتها، ثم يليها الأب، ثم الجدة من جهة الأم، ثم الجدة من جهة الأب، وهكذا وفق تسلسل القرابة.
غير أن المحكمة قد تُقرر خلاف هذا الترتيب إذا تبين لها أن مصلحة الطفل تقتضي خلافه، وهو ما أكدته عدة أحكام صادرة عن المحاكم العامة ومحاكم الأحوال الشخصية في المملكة.
خامسًا: سقوط الحضانة وانتقالها
تسقط الحضانة في الحالات التالية:
- زواج الحاضنة من غير قريب للمحضون إذا ثبت أن في ذلك ضررًا عليه.
- فقدان أحد شروط الأهلية مثل سوء السلوك أو الإهمال.
- الانتقال إلى بلد بعيد يمنع التواصل بين الطفل والطرف الآخر.
- الحكم القضائي بنقل الحضانة لمصلحة المحضون.
وفي المقابل، يمكن للحاضن استعادة حقه إذا زالت الأسباب التي أدت إلى سقوط الحضانة، بعد تقديم طلب جديد للمحكمة المختصة.
🔗 للاطلاع على منصة وزارة العدل يمكن زيارة منصة ناجز، التي تتيح رفع الدعاوى إلكترونيًا وتتبّع طلبات الحضانة.
سادسًا: حق الزيارة والرؤية
يُعتبر حق الزيارة والرؤية مكملًا لحق الحضانة، إذ يضمن للطرف غير الحاضن التواصل المستمر مع طفله.
وقد حدد النظام أن للمحكمة سلطة تنظيم هذا الحق زمانًا ومكانًا بما يحقق مصلحة الطفل ويمنع الخلافات بين الأبوين.
وفي حال مخالفة أحد الأطراف لأحكام الزيارة، يمكن للطرف الآخر التقدم بطلب تنفيذ إلكتروني عبر منصة وزارة العدل – خدمات التنفيذ.
سابعًا: الحضانة المشتركة
استحدث النظام السعودي مفهوم الحضانة المشتركة في بعض الحالات، بحيث يتقاسم الأب والأم رعاية الطفل بالتناوب، خاصة إذا كانا متفاهمين على ترتيبات الإقامة والتعليم والرعاية الصحية.
ويهدف هذا النظام إلى تحقيق التوازن النفسي والعاطفي للطفل، وضمان عدم حرمانه من أحد والديه، شريطة وجود اتفاق مكتوب معتمد قضائيًا.
ثامنًا: نفقة المحضون ومسؤولية الإنفاق
أكدت المادة (133) من نظام الأحوال الشخصية أن نفقة المحضون واجبة على والده، وتشمل الطعام، والملبس، والمسكن، والتعليم، والعلاج، وجميع متطلبات الحياة الأساسية.
وفي حال امتناع الأب عن الإنفاق، تُرفع دعوى نفقة أمام المحكمة، ويمكن تنفيذ الحكم مباشرة عبر محكمة التنفيذ لضمان حقوق الطفل والأم.
🔗 يمكن الاطلاع على تفاصيل خدمات التنفيذ من خلال وزارة العدل السعودية.
تاسعًا: دور المحاكم والجهات المختصة
تتولى محاكم الأحوال الشخصية في السعودية النظر في جميع قضايا الحضانة، والنفقة، والزيارة، وتصدر أحكامها بناءً على الأدلة والتقارير الاجتماعية.
وفي بعض الحالات، تستعين المحكمة بـ وحدة الحماية الأسرية أو مراكز الدعم الأسري لتقييم الحالة النفسية والاجتماعية للمحضون.
كما أطلقت وزارة العدل مبادرة “الصلح قبل التقاضي” لتقليل النزاعات الأسرية وتشجيع الحلول الودية قبل الوصول إلى المحكمة.
عاشرًا: الحضانة في ضوء التحول الرقمي
من أبرز التطورات الحديثة في المملكة إدخال الخدمات الإلكترونية في قضايا الحضانة، حيث أصبح بإمكان الأطراف:
- رفع الدعوى عبر منصة “ناجز”.
- متابعة الجلسات إلكترونيًا.
- تنفيذ الأحكام عن بُعد.
وهذا التطور يسهم في تسريع الإجراءات وتقليل الأعباء على الأسر، ويعكس التوجه الحكومي نحو العدالة الرقمية وتيسير الوصول إلى الخدمات القضائية.
أحد عشر: نصائح قانونية للأبوين
- احرص على التفاهم قبل اللجوء إلى القضاء، فالاتفاق الودي هو الأفضل دائمًا.
- قدّم مصلحة الطفل على أي خلاف شخصي.
- وثّق كل الاتفاقات كتابيًا لتجنب سوء الفهم مستقبلاً.
- استعن بمحامٍ مختص بالأحوال الشخصية لضمان حقوقك وتقديم الدعوى بشكل نظامي.
اثنا عشر: كلمة ختامية
إن الحضانة في النظام السعودي ليست صراعًا على الطفل، بل مسؤولية نبيلة تُبنى على الرحمة والعدل، وتسعى الدولة من خلالها إلى تحقيق التوازن بين حقوق الأبوين ومصلحة المحضون.
فكلما زادت ثقافة الأطراف القانونية والوعي بحقوقهم، زادت فرص الحل السلمي وانخفضت النزاعات القضائية.
ولهذا يُنصح دائمًا بالرجوع إلى مستشار قانوني متخصص قبل اتخاذ أي خطوة في قضايا الحضانة أو النفقة أو الزيارة.
📞 للتواصل مع محامٍ مختص في قضايا الحضانة والنفقة:
يمكنكم التواصل مع شركة نخبة للمحاماة والاستشارات القانونية
عبر موقعنا الرسمي: www.elite-law.com
أو عبر البريد الإلكتروني المخصص للاستشارات القانونية.
